رواية خادمة في قصر أبي
فتون: هو بابا فين ليه مش معانا اشمعني شاهي عندها بابا وأنا لا
فاطمة قلبها بقي يأن من الوجع جرحها اللي بتحاول تلمه بقي أعمق كأن الدنيا مصره تحط ملح على جرحها مسحت دموعها ونزلت على ركبها لحد بنتها وقالت: بص يا فتون عوزاكي تخلي الكلمتين دول معاكي دايما رفعت صباعها للسما وقالت: بابا فوق هنا شايفنا وهبيجي يزورنا بليل بس إحنا اللي مش شايفينة ولا ينفع نشوفه
فتون: وليه مهو عمو محمود بنشوفه وبيجيب كل حاجه لـ سليم وشاهي يا ماما
فاطمة بألم: علشان ربنا بيحبنا فـ حطنا أنا وإنتي في إختبار أخد مننا باباه عشان يعرف هننجح في الامتحان وإلا محتاجين حد يغششنا
فاطمة كان معاها مبلغ كويس غير دهبها اللي معاها ورث والدتها مرضيتش تسيبه لمرات أبوها وقالت: يمكن ينفع في يوم من الأيام
فاطمة في الطريق مش لقيا حد يساعدها مشت وهي ماسكة ايد فتون كويس خايفة عليها من الزمن دخلت في شوارع هي أول مره تشوفها أصلًا شافت بالصدفة إعلان إيجار مكتوب على جدار بيت بصتله بتركيز وابتسمت بصت لبنتها وقالت: أنا وإنتي علي الله رزقنا يا بنتي دخلت البيت اللي كان عبارة عن اوضتين وصالة ومطبخ وحمام حمدت ربها على دي نعمة بصت للفلوس معاها وقالت: مشروع صغير نكسب منه قوت يومنا ومسكت الدهب وقالت: هسيبه ليكي يا فتون وربنا يقدرني وأسعدك ومخلكيش محتاجة لحد أبدا
محمود قاعد مخنوق مش عارف يعمل ايه مقدرش النعمة اللي في ايدة لحد ما زالت من ادية ورجع يبكي عليها دم
محمود: عارف إني ظلمتك وجيت عليكي كتير يا فاطمة يمكن من كتر ما كنتي بتهدديني إنك هتمشي انا كبرت دماغي وقولت: كلمتين بتقولهم وخلاص لكني معملتش حساب اليوم اللي هيتنفذ فيه الحكم وجعه صعب أوي استقويت عليكي يا فاطمة وظلمت فتون أوي كمان كنت خايف ومفيش في ايدي حاجة ارجعولي وكل حاجه هتتصلح والله العظيم هحاول أصلح كل حاجه بس ارجعولي
فلاش باك
فتون بتعيط وراحه لـ فاطمة بيتهم اللي في الجنينه محمود كان داخل وشافها فقلبه رق ليها وقفها ونزل لمستواها وقال: بتعيطي ليه يا فتون
محمود بحنان: حقك عليا أنا يا فتون متزعليش يا حبيبتي
فتون بعياط: طنط مني قالت بنت حر’ام مش ليها أب مش تلعب مع ولادي
محمود كتم غضبه جواه وقال: مين قال كدا طب تيجي نتفق اتفاق لما نبقي لوحدنا تقوليلي بابا اتفقنا
فتون مسحت دموعها ببراءة وقالت بضحكة جميلة: بجد أنت هتكون بابا
محمود: أيوة طبعًا دا انا ينولني شرف إني أكون أب ليكي يا بندقة
فتون: اسمي فتون يا بابا
محمود أول ما سمعها منها غمض عيونه كأنه بيرددها جواه فتح وبصلها وقال: لا بندقة لجل عيونك اللي شبه حبات البندق دول
محمود: فصبرًا على ضعف أهلك روحي وصبرًا على حياة اخترتها بيدي رغم تحذيرها المستمر
——
فات ١٥ سنة على اليوم دا كانت فيهم فاطمة الأم والأب لـ فتون اشتغلت كل حاجه مكنتش بتنام كانت عاوزة توفر لـ بنتها حياة مش أقل من حياة محمود وولادة
كانت الصبح بتطبخ في بيتها وبتستقبل اوردارات والظهر كانت بتشتغل بشهادتها وبتدي دروس لأطفال المنطقة وبليل واقفة في محل ملابس للسيدات
ابتدت تكسب من شغلها وتحوش وتعلم بنتها لحد ما بقت في أعلي مكانة
في شقته فاخرة في القاهرة
صحيت من النوم على المنبه صلت ولبست هدومها اللي هي عبارة عن دريس لحد الركبة وتحته بنطلون وزينت وشها بحجاب بسيط خلاها في ابهي صورة ليها خرجت تتسحب على المطبخ وحطت ايديها على أمها من جمبها وهي يتقول:- أركب الهوا
فاطمة: يا بنتي إنتي مش هتعقلي ابدا بقي
فتون أخدت قطعه خيار وبدأت تأكل فيها وهي يتقول: تؤ يا بطوط إنتي عارفة إني معاكي ببقي حاجة تانية خالص مالص فتون مصطفى خليل صاحبة أكبر شركة للتصميم والدعايا اللي أكبر رجال الأعمال تتمني تتعاقد معاها بتيجي جمبك انتي وتقلب بطة بلدي