على جمعة يجوز للاب كتابه جميع املاكه لبناته قبل الوفاة وهذا حكم الشرع
انت في الصفحة 5 من 5 صفحات
9. واقع الأسرة في المجتمعات الإسلامية.
يعتبر الأسرة من أهم أركان المجتمع الإسلامي، حيث تشكل محورًا رئيسيًا في تربية الأبناء وتوجيههم نحو الخير. وفي ظل انخفاض مستويات المعيشة والصراعات الاجتماعية، تتعرض الأسرة الإسلامية للعديد من التحديات التي تؤثر على اتحادها وعملها. وتشهد الأسرة اليوم، انحرافات كثيرة في نمط الحياة وقيم المجتمع المحيط بها، مما يؤثر على تربية الأطفال وتوجيههم إلى الطريق الصحيح.
ومن بين أهم المسائل التي تواجه الأسرة الإسلامية، هي قضية استحقاق المرأة للوراثة، وهي قضية حيوية تؤكد على مساواة الإسلام بين الرجل والمرأة في حقوقهما. وفي هذا السياق، أكدت فتوى الإفتاء المصرية جواز كتابة الأب أملاكه لبناته قبل الوفاة، لضمان حياة مستقرة لهن بعد الوفاة والمساعدة في المعيشة وتكاليف الزواج. طالما لا يكون الغرض من ذلك حرمان الورثة، فإن هذا الأمر جائز شرعًا ومناسب لتوفير العدل في التوريث.
وفي إطار تربية الأطفال، يجب أن يكون الأب والأم قدوة بالتزامهم بالشريعة وحبهم لله ورسوله، وكذلك بالتعامل الحسن مع بعضهم البعض. ويجب عليهم تدريب الأطفال على الأخلاق الحميدة والتعاطف مع من حولهم، والتحلي بصفات الصبر والاعتماد على الله في كل الأمور، وذلك لبناء جيل يقود المجتمع إلى بر الأمان والعدالة والرحمة.
10.ً نصيحة المشايخ حول تصرف الأب في ميراثه.
تستند المشايخ في نصائحهم حول تصرف الأب في ميراثه على الحكم الشرعي. ويؤكد الدكتور مجدي عاشور، مستشار مفتي الجمهورية، أن الأب حر في البت في ماله، والتصرف به كما يشاء، طالما لم يكن إسرافًا وخلافًا للشرع. ويشار إلى أنه يمكن للأب كتابة أملاكه لبناته، إذا كان الهدف هو تأمين كفاية حاجتهن وتخفيف معاناتهن في عدة مراحل، من بينها الزواج والتعليم. إلا أن المشايخ يحذرون من الحرمان الواضح لورثة أخرين وتركهم خارج التقسيم المالي، حيث يُعتبر ذلك مخالفًا للشرع.
على صعيد آخر، يرى الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، بأن من الجائز بالنسبة للأب، كتابة جميع أملاكه لبناته، إذا كانت النية هي تأمين حياة مستقرة لهن ومساعدتهن في الحياة وتكاليف الزواج. مع لفته إلى أن هذا القرار لا يحقق عدالة الميراث، إذ يحرم أخوة البنات من نصيبهم الشرعي. ويدعو علي جمعة إلى عدم لجوء الأب إلى هذا الإجراء، حتى يتفادى اللجوء إلى الحلول غير الشرعية.
وينصح المشايخ الأباء بأن يكونوا حريصين على هدفهم في كتابة الأملاك لبناتهم، دون تحقيق مصلحة على حساب مصالح الآخرين، لأن ذلك لا يكون مقبولًا شرعًا ولا اجتماعيًا. وتوصيهم أيضًا بأن يأخذوا الثوابت الشرعية بعين الاعتبار في هذا الشأن، ولا يلجؤوا إلى طرق التلاعب بالميراث والتفكك عن المفاهيم الإسلامية، فالقرآن والسنة تحدد حقوق الورثة ولا يجوز التخلي عنها.
وعلى الآباء الراغبين في كتابة الأملاك لبناتهم، أن يأخذوا بعين الاعتبار أن نصيب كل بنت في التركة هو الثلث، فعليهم ترك ما يزيد عن هذا النصيب لأبنائهم الآخرين، وتحديدًا بناتهم، وضمان توزيع الميراث بالشكل الصحيح، دون إقصاء أي من الورثة. وهذا يحتاج إلى تحديد الأملاك الخاصة بكل بنت وإجراء القسمة بعد وفاة الأب.
وينصح المشايخ الأباء كذلك بالتفكير بتدابير تأمين حاجة بناتهم وتسهيل أمورهن، دون إضرار بحقوق الورثة الآخرين، فالميراث الذي يتركه الأب هو أحد أساسيات الاستقرار الاجتماعي والهوية العائلية، فعلى الأباء الاهتمام بتوفير الحماية اللازمة للبنات دون المساس بحقوق الجميع.